جَاءَتْ لِدَعْوَتِهِ الأَشْجَارُ سَاجِدَةً |
تَمْشِي إِلَيْهِ عَلَى سَاقٍ بِلاَ قَدَمِ |
|
كَأَنَّمَا سَطَرَتْ سَطْرًا لِمَا كَتَبَتْ |
فُرُوعُهَا مِنْ بَدِيعِ الْخَطِّ بِاللَّقَمِ |
|
مَثْلَ الغَمَامَةِ أَنَّى سَارَ سَائِرَةً |
تَقِيهِ حَرَّ وَطِيسٍ لِلْهَجِيرِ حَميِ |
|
أَقْسَمْتُ بِالْقَمَرِ المُنْشِقِّ إِنَّ لَهُ |
مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُورَةَ القَسَمِ |
|
وَمَا حَوَى الغَارُ مِنْ خَيْرٍ وَمِنْ كَرَمِ |
وَكُلُّ طَرْفٍ مِنَ الكُفَّارِ عَنْهُ عَميِ |
|
فَالصِّدْقُ فيِ الغَارِ وَالصِّدِّيقُ لَمْ يَرِمَا |
وَهُمْ يَقُولُونَ مَا بِالْغَارِ مِنْ أَرِمِ |
|
ظَنُّوا الحَمَامَ وَظَنُّوا الْعَنْكَبُوتَ عَلَى |
خَيْرِ الْبَرِيَّةِ لَمْ تَنْسُجْ وَلَمْ تَحُمِ |
|
وِقَايَةُ اللهِ أَغْنَتْ عَنْ مُضَاعَفَةٍ |
مِنَ الدُّرُوعِ وَعَنْ عَالٍ مِنَ الأُطُمِ |
|
مَا سَامَنيِ الدَّهْرُ ضَيْمًا وَاسْتَجَرْتُ بِهِ |
إِلاَّ وَنِلْتَ جِوَارًا مِنْهُ لَمْ يُضَمِ |
|
وَلاَ الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ |
إِلاَّ اسْتَلَمْتُ النَّدَى مِنْ خَيْرِ مُسْتَلَمِ |
|
لاَ تُنْكِرِ الْوَحْيَ مِنْ رُؤْيَاهُ إِنَّ لَهُ |
قَلَبًا إِذَا نَامَتِ العَيْنَانِ لَمْ يَنَمِ |
|
وَذَاكَ حِينَ بُلُوغٍ مِنْ نُبَوَّتِهِ |
فَلَيْسَ يُنْكَرُ فِيهِ حَالُ مُحْتَلِمِ |
|
تَبَارَكَ اللهُ مَا وَحَيٌ بِمُكْتَسِبٍ |
وَلاَ نَبيُّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ |
|
كَمْ أَبْرَأَتْ وَصِبًا بِاللَّمْسِ رَاحَتُهُ |
وَأَطْلَقَتْ أَرِبًا مِنْ رِبْقَهِ اللَّمَمِ |
|
وَأَحَيتِ السَّنَةَ الشَّهْبَاءَ دَعْوَتُهُ |
حَتَّى حَكَتْ غُرَّةً فيِ الأَعْصُرِ الدُّهُمِ |
|
بِعَارضٍ جَاَد أَوْ خِلْتَ البِطَاحَ بِهَا |
سَيْبًا مِنَ اليَمِّ أَوْ سَيْلاً مِنَ العَرِمِ |